الحلقة الـ 29 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :  كيف تساعد طفلك على تعلم اختيار أفضل  الخيارات لحل مشاكله بنفسه ؟.

  .........................................................................                                    

 إن أفضل طريقة يمكن بها أن تساعد طفلك على اختيار أفضل الخيارات لحل مشاكله هي

١ــ   أن تسأله  ماهي الخيارات  الأخرى التي يراها  لحل  مشكلته أو لكي يتعامل مع الموقف الذي يجد نفسه أمامه بإسلوب أكثر فاعلية

٢ــ شجع طفلك  على تنفيذ واحد من أفضل الخيارات التي اختارها

ودعونا نقترب أكثر من هذا الأسلوب لنوضح أسلوب تطبيقه عن طريق بعض الأمثلة

بدر طفل في الثامنة من عمره ..عاقبه والده لإنه ضرب إخته ..بإن حبسه في غرفة نومه عشر دقائق ..وبعد ذلك حاول الأب أن يساعد طفله على اختيار أحد الخيارات التي يقترحها الطفل بنفسه  .. ليتعامل مع هذه المشكلة في المرة القادمة إذا حدثت .

                                                                                                                                  قال الأب لإبنه .

" ضرب  أختك لكي تعطيك المسجل لم يكن  اختيار  جيد منك ..فالضرب يعرضك للعقاب ..ماذا  يمكنك أن تفعل شيئاً مختلفاً المرة القادمة إذا رفضت أختك أن تعطيك ذلك المسجل ؟"

أجاب بدر"لا أدري"

قال الأب " يمكنك أن تطلب منها ما تريد بإدب ..إذا لم تعطيك إياه ..تستطيع أن تسألني أو تسأل أمك لتساعدك ..كل هذه اختيارات جيدة ..ماذا إذاً ستفعل في المرة القادمة ؟"

رد بدر  " سأسألك أو أسأل أمي إذا لم تعطني أن تكلماها "

قال الأب " هذا اختيار جيد وسيكون له مفعول طيب ..وأعلم أنك تستطيع القيام به .

وهذا مثال آخر يوضح أكثر استخدام هذه الطريقة في تعليم الطفل كيف يفكر في طرق أخرى لحل مشاكله

نبيل عمره ١٥سنة ..دعاه صديقه إلى حفلة في بيته عند نهاية الأسبوع ..لكنه لم يعدإلى منزله إلا الساعة الواحدة صباحاً .. ولإنه خالف والده ولم يحضر في الموعد المحدد له ..فقد حرمه والده من الذهاب إلي حفلات نهاية الأسبوع ثلاثة أسابيع .

 دافع  نبيل عن نفسه قائلاً .

 " لم تكن غلطتي ..أصحابي ظلوا إلى ذلك الوقت ..ولم تكن لدي سيارة لكي أعود بها ."

قال له والده "   أن تدعي بإنك لم تكن قادراً على الرجوع لإنك ذهبت مع أصدقائك بسيارتهم.. فهذا ليس عذراً ..دعنا نبحث عن خيارات أخرى كان يمكنك أن تقوم بها  لكي تعود في الوقت الذي حددناه لك أنا وأمك ..يمكنك مثلاً الإتصال بنا لنأتي ونأخذك ..قل لي ماذا ستفعل في المرة القادمة ؟"

أجاب نبيل " سأتصل بكما "

قال والده "  هذا اختيار جيد "

                                                       (٢)

إلا أن هناك طريقة أخرى يمكن للوالدين استخدامها مع أطفالهما ..وذلك بإن يضع الأب مثلاً خيارات محددة بنفسه لطفله أو إبنه  المراهق ..وعليه أن يختار من بينها .

مثال على ذلك .

منح الأب إبنه يوسف البالغ من العمر سبع سنوات  سيارة  تسير( بالرموت كونترول )  وقال له   أن يلعب بها في الحديقة بعيداً عن بقعة مليئة بالزهور..وافق يوسف وفعل ما وعد به والده لعدة دقائق ..ثم اكتشف أن منطقة الزهور مناسبة له ليسير عليها  بسيارته  ..حيث يوجد بها مرتفعات..وخشب أحمر يلف  حوله..  فلم يستطع أن يقاوم ..ودخل في المنطقة   المحرمةعليه  ..وفجأة خرج والده ووجد ابنه يلعب في منطقة الورود فقال له.

"يوسف..قلت لك أنك تستطيع أن تسير بسيارتك في كل مناطق الحديقة إلا هذه المنطقة..هذه هي خياراتك..وإلا سأأخذ العربة  بقية  النهار ولن تلعب بها ..والآن ماذا تريد أن تفعل ؟"

قال يوسف"سألعب خارج منطقة الورود"

رد عليه والده " وأنا أشكرك على تعاونك معي "

والد يوسف استخدم طريقة الخيارات  المحدودة التي يضعها الأب ويختار أحدها الإبن..لا مثل الطريقة السابقة حيث يختار الإبن خياراته  بنفسه..ثم يختار واحد منها ويلتزم به ..هذه الطريقة تعلم الطفل كيف يصنع قراراته ويلتزم بها أي يكون مسؤلاً عنها ..والطريقة التي  استخدم فيها الأب ستجعل يوسف لا يستطيع أن يتفادى كونه مسؤولاً عن سلوكه..الحدود واضحة وكذلك النتائج إذا لم يتبع تلك الحدود..بعد أن  حصل على كل المعلومات التي يحتاجها ليتمكن من أن يقرر قراراً مقبولاً ..وهو في هذه الحالة قرر أن  يتبع حدود والده وأن يتعاون معه ..وإذا لم يتعاون مع والده فسيحرمه أبوه من السيارة لفترة من الوقت وفي كل الحالتين تعلم يوسف الدرس الذي يحاول والده أن يعلمه